تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية

DeepSeek الوحش الصيني القادم منافس ChatGPT

في الآونة الأخيرة، شهد مجال الذكاء الاصطناعي تطورات سريعة ومثيرة، مع ظهور نماذج لغوية متقدمة تنافس النماذج الرائدة مثل ChatGPT وClaude وGemini. من بين هذه النماذج، يبرز نموذج “ديب سيك R1” (DeepSeek R1) الذي طورته شركة “ديب سيك” (DeepSeek) الصينية. يُعد هذا النموذج إضافة مهمة إلى مشهد الذكاء الاصطناعي، حيث يقدم قدرات متقدمة في معالجة اللغة الطبيعية والاستدلال والبرمجة.

خلفية عن شركة DeepSeek

تأسست شركة ديب سيك في مدينة هانغتشو بالصين، حيث أسس “ديب سيك” ليانغ وينفنج في عام 2023، وكان لديه رؤية واضحة لتحقيق التكامل بين التقنيات الجديدة والتكلفة الاقتصادية وتهدف إلى تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة تلبي احتياجات المستخدمين في مختلف المجالات. من خلال التركيز على البحث والتطوير، استطاعت الشركة تقديم نموذج “ديب سيك R1” الذي أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط التقنية.

مع تقييد الولايات المتحدة لصادرات تكنولوجيا الشريحة المتقدمة إلى الصين، لجأ مطورو الذكاء الاصطناعي في الصين إلى التعاون وتبادل المعلومات لتجاوز هذه القيود. وقد نتج عن هذا التعاون تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تتطلب طاقة حوسبة أقل بكثير وتكاليف أقل، مما يتيح إمكانيات جديدة لنمو السوق

مميزات DeepSeek

أحد أكبر مزايا Deep Seek R1 هو أنه مجاني. لن تحتاج إلى دفع رسوم شهرية، مما يجعله خيارًا جذابًا للكثيرين. إضافةً إلى ذلك، يوفر API بسعر أقل بـ 27 مرة من ChatGPT، مما يجعله الخيار الأذكى للعديد من التطبيقات. كما أن النموذج مفتوح المصدر، مما يُتيح للمستخدمين تعديله وتخصيصه بحسب احتياجاتهم، على عكس ChatGPT الذي يعد مغلق المصدر. من الملاحظات المثيرة أيضًا أن Deep Seek R1 يظهر خطوات التفكير أثناء عملية الإجابة، مما يساعد المستخدمين على تحسين أسلوب طرح الأسئلة. هذا يوفر فرصة لتعلم التفكير بصورة أفضل وأدق.

اعتمدت ديب سيك في تطوير نموذجها على التعلم المعزز (Reinforcement Learning) دون استخدام بيانات مُشرفة، وهو نهج مشابه لما استخدمته “ديب مايند” (DeepMind) في تطوير “ألفا زيرو” (AlphaZero). هذا الأسلوب مكّن النموذج من تحسين قدراته في الاستدلال وحل المشكلات دون الحاجة إلى بيانات تدريبية تقليدية.

مقارنة الأداء مع ChatGPT

حينما تم إجراء اختبار عن طريق طلب إنشاء جملة تتزايد فيها عدد حروف الكلمات، أظهر Deep Seek R1 قدرة رائعة على التفكير والتوصل إلى الحل، في حين ظل ChatGPT مشغولًا لفترة أطول قبل استخراج الجواب. في نفس السياق، تم اختبار أداء النموذجين من حيث حل الألغاز الرياضية، وظهر Deep Seek R1 كأفضل في بعض الحالات.

ومع أن Deep Seek R1 يعد متفوقًا في الحسابات ومهام المنطق، إلا أن النتائج كانت غير متسقة في بعض الأحيان، وهو أمر يحتاج إلى التحسين. على سبيل المثال، قد يخطئ النموذج في حساب بعض المشكلات المنطقية، مما يشير إلى ضرورة وجود تحسينات في دقة الإجابات.

التأثير على السوق

إطلاق “ديب سيك R1” أثّر بشكل ملحوظ على سوق التكنولوجيا، حيث شهدت بعض الشركات الكبرى، مثل “نفيديا” (Nvidia)، انخفاضًا في قيمتها السوقية بأكثر من 460 مليار دولار. هذا يعكس التحول المحتمل في ديناميكيات السوق مع دخول منافسين جدد يقدمون حلولًا مفتوحة المصدر وفعّالة من حيث التكلفة.

نجاح “ديب سيك” يأتي في وقت حساس بين الولايات المتحدة والصين في مجال التكنولوجيا. فرضت الولايات المتحدة قيود تصدير تمنع الصين من الوصول إلى أحدث شرائح AI المتطورة، مما جعل الشركات الصينية تركز على التطبيقات بدلاً من بناء نماذج خاصة بها. هذا الأمر قد يشكك في هيمنة الولايات المتحدة على مجال الذكاء الاصطناعي

التحديات المستقبلية

ومع ذلك، فقد حذر بعض المراقبين من أن الشركات الصينية قد تواجه تحديات في المستقبل. ومن المتوقع أن تؤثر المشاكل المتعلقة بالوصول إلى تقنيات الشريحة المتقدمة على تطوير “ديب سيك” على المدى البعيد.

ايضا، يواجه “ديب سيك R1” بعض التحديات، مثل الرقابة على المواضيع الحساسة، مما قد يؤثر على تجربة المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، هناك تساؤلات حول شفافية الشركة فيما يتعلق بالموارد المستخدمة في تدريب النموذج.

بداية جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي

تسبب روبوت الدردشة الصيني “ديب سيك” في زعزعة استقرار السوق للمنافسين، مما أثار أسئلة حول مستقبل هيمنة الولايات المتحدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وذكرت التقارير أن تطوير “ديب سيك” تم بتكاليف منخفضة جدًا مقارنةً بمنافسيه، حيث تم تدريب النموذج على تكلفة تقدر بحوالي 6 ملايين دولار فقط.

لإنشاء حساب على Deepseek، يرجي زيارة الموقع الرسمي عن طريق فتح المتصفح الخاص بك وانتقل إلى موقع Deepseek الرسمي من خلال هذا الرابط

    زر الذهاب إلى الأعلى